تستضيف إمارة أبوظبي القمة العالمية الرابعة لصناعة الطيران، الفعالية العالمية التي تعزز مكانة الإمارة كمنصة عالمية لقطاع صناعة الطيران. حيث تجمع القمة كبار قادة القطاع الحكومي وشركات صناعة الطيران العالمية؛ وتوفر لهم فرصة بناء شراكات جديدة وتعزيز الشراكات القائمة، والاطلاع على أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا في هذا القطاع واستعراض القدرات الصناعية التي تتمتع بها الشركات الرائدة في صناعة الطيران.

ويتزامن انعقاد القمة مع مرور 100 عام على ولادة المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حيث نستذكر كلماته الخالدة: “علينا أن نستثمر ثروتنا البترولية للاستفادة منها في المجالات الاقتصادية الأخرى، وأن لا نعتمد على البترول وحده كمصدر رئيسي للدخل القومي، بل علينا أن ننوع مصادر دخلنا، وأن نبني المشاريع الاقتصادية التي تؤمن لأبناء هذا الوطن الحياة الكريمة والمستقرة”. فقد شكلت كلماته نبراسًا لكل جهد تبذله إمارة أبوظبي اليوم لتنويع اقتصادها عبر الاستثمار في القطاعات الحيوية المختلفة، ومن ضمنها قطاع صناعة الطيران.

وفي هذا الإطار، تعمل القمة العالمية لصناعة الطيران على دعم الاستراتيجيات بعيدة المدى لأبوظبي ولدولة الإمارات العربية المتحدة، عبر جعل الإمارة وجهة مفضلة للشخصيات المؤثرة وصانعي القرار، كما أنها تعزز من نمو قطاع التكنولوجيا المتطورة الذي يدعم خطة التنوع الاقتصادي للدولة.

وقد تبنت إمارة أبوظبي، من خلال رؤيتها الاقتصادية 2030، أهدافًا طموحة أثبتت قدرتها على تطبيقها من خلال الدمج بين الرؤية الواضحة ومنهجية العمل الدؤوبة، حتى استطاعت وفي أقل من عقد من الزمان تحويل الرؤية إلى واقع ملموس.

ونحن في “ستراتا “، الشركة الرائدة في صناعة هياكل الطائرات من المواد المركبة، والمملوكة بالكامل لشركة “مبادلة للاستثمار”، نحرص على اتباع هذا النهج الاستراتيجي، حيث يواكب نمو الشركة نمو إمارة أبوظبي. ولهذا، فقد وضعنا لأنفسنا ثلاثة محاور أساسية تدعم مساعينا نحو تحقيق أهداف رؤية أبوظبي 2030 في قطاع صناعة الطيران.

ويتضمن المحور الأول ضرورة استفادة قطاع صناعة الطيران المحلية من علاقات الدولة الخارجية وشركائها الدوليين، حيث تحظى الإمارات بعلاقات قوية مع حكومات المنطقة ودول العالم.

وبهدف تحفيز الإنتاج المحلي، تعمل ستراتا على تشجيع التواصل بين قيادات الشركات المحلية والعالمية وتبادل المعارف والخبرات فيما بينهم، واعتماد أفضل التطبيقات والممارسات العالمية، بالإضافة إلى عقد شراكات ممتدة مع كبرى الشركات العالمية في قطاع صناعة الطيران، مما يعزز قدراتنا الصناعية على المستوى المحلي ويرفع من مستوى تنافسيتنا على المستوى العالمي.

وفي هذا الصدد، ترتبط “ستراتا ” بشراكات استراتيجية مع كبرى شركات صناعة الطيران العالمية، مثل “إيرباص”، و”بوينج”، و”ليوناردو فينميكانيكا”، كما أنها مزود من الفئة الأولى لكل من “إف إيه سي سي إي جي” و”ساب”، و”سابكا”. وخلال الأشهر الأخيرة، أبرمت “ستراتا” اتفاقيات جديدة مع كل من شركة “سولفي” و”بوينج” و”هونيويل” و”آي بي إم” و”سيمنس”. ومن خلال هذه الشراكات، تمكنت سترتا من تنويع محفظة منتجاتها، بالإضافة إلى الارتقاء بقدرات صناعة مكونات هياكل الطائرات في دولة الإمارات.

أما المحور الثاني، فيركز على تحقيق التميز في مجالات التعليم والتدريب والبحث والتطوير، وذلك لضمان بناء كوادر وطنية متميزة قادرة على قيادة قطاع صناعة الطيران والمنافسة على المستوى العالمي. وتشير التقديرات الأخيرة إلى أن منطقة الشرق الأوسط تعدّ واحدة من أسرع أسواق الطيران نموًا على المستوى العالمي.

وفي دولة الإمارات، يتوقع لهذا القطاع أن يسهم بما يصل إلى 194.5 مليار درهم في الاقتصاد الوطني بحلول العام 2020، وأن يوفر ما يقرب من 750 ألف فرصة عمل. مما يؤكد ضرورة تدريب وتأهيل الكوادر الوطنية المؤهلة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.

وتعمل “ستراتا” على بناء وتطوير الكوادر البشرية من خلال العمل مع شركائها على إنشاء مراكز للأبحاث، وتطوير برامج تدريبية متخصصة وفق أعلى المعايير العالمية؛ مثل برنامج “بوينج” للتدريب في الولايات المتحدة الأمريكية، والذي سيتلقى من خلاله مهندسو “ستراتا” تدريبًا متخصصًا في عدد من مرافق ومنشآت “بوينج” حول العالم.

كما تتعاون ستراتا بشكل حثيث مع الجامعات المحلية، وتقدم برامج منتظمة للشباب الإماراتي لتحفيزهم على متابعة تعليمهم، والسعي نحو مسيرة مهنية ناجحة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. وعلى سبيل المثال، تتعاون “ستراتا” و”مبادلة” منذ العام 2012 مع “جامعة خليفة” في “مركز أبحاث وابتكار الطيران” بهدف بناء القدرات الوطنية، وتشكيل الجيل الجديد من المهندسين في مجال تكنولوجيا الطيران المتقدمة. كما يسعى المركز إلى بناء سمعته الدولية عبر تحقيق الريادة في المجالات المتقدمة في مجال تكنولوجيا صناعة الطيران، مع التركيز على التكنولوجيا المتطورة في مجال تصنيع المكونات المتقدمة للطائرات، والإجراءات الجديدة في التصنيع الآلي وتجميع مكونات الطائرات.

ويعتمد المحور الثالث والأخير على ضرورة تنويع الاستثمارات في محفظة أعمالنا، حتى نحافظ على تنافسيتنا في الأسواق العالمية. ونعمل على تحقيق ذلك من خلال تبني تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، مثل تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد، والبيانات الضخمة، والتصنيع الرقمي والمواد المتقدمة القادرة على تحسين الربحية ورفع مستوى الكفاءة الصناعية.

وتسعى “ستراتا” إلى تنويع محفظتها الاستثمارية، حيث وقعت العام الماضي اتفاقية مع شركة المواد المركبة البلجيكية “سولفي” بهدف توسيع قدراتها على تصنيع ألياف التقوية وتشكيل المكونات الكربونية عالية التقنية. وسيتحول هذا المشروع المشترك إلى منشأة جديدة تبلغ مساحتها 8,500 متر مربع، تعزز مكانة أبوظبي كمركز عالمي لصناعة للطيران.

وتبدو النظرة المستقبلية لقطاع الطيران إيجابية ومشرقة، في الوقت الذي تواصل فيه إمارة أبوظبي الاستفادة من الفرص المتاحة والمستقبلية. وتعدّ هذه النظرة الإيجابية، والإنجازات التي تحققت، أساساً منطقياً لجعل قطاع صناعة الطيران واحداً من الصناعات الأساسية التي تستهدفها الخطط الحكومية في إطار تحقيق رؤية أبوظبي الاقتصادية 2030.

ومع استضافة أبوظبي لما يزيد عن 1000 رئيس تنفيذي ومسؤول حكومي من صناع القرار في أكثر من 50 دولة حول العالم، خلال القمة العالمية لصناعة الطيران، نصل إلى خلاصة مفادها أن الإمارة تسير بشكل حثيث نحو الريادة في قطاع صناعة الطيران على المستوى العالمي. وستكون “ستراتا” في موقع الطليعة، وفي قلب هذا التطور، مستعدة دائماً لأداء دورها في إظهار قدرة الإمارات على الابتكار والإبداع الذي لا يقتصر على السوق المحلي فحسب، بل يتجاوزه إلى تحقيق الريادة العالمية. هذه هي رؤيتنا المستقبلية، وقد حان وقت الانضمام إلينا لتحقيق هذه الرؤية.