تحتفل ستراتا للتصنيع، الشركة المتخصصة في عمليات التصنيع المتقدمة والمملوكة بالكامل لشركة مبادلة للاستثمار، بمرور 12 عاماً من التعاون المثمر مع إيرباص.
وأثمرت الشراكة الممتدة لأكثر من عقد عن استخدام المكونات المركبة خفيفة الوزن، المصنّعة من قبل ستراتا وتحمل شعار الجودة “صنع بفخر في الإمارات”، في أساطيل الطائرات عريضة البدن في مختلف أنحاء العالم. وقامت ستراتا في إطار هذه الشراكة بإنشاء خطوط تصنيع مخصصة في منشأتها في مجمع نبراس العين للطيران لتقدّم القطع عالية الجودة لبعض أكثر الطائرات تقدماً في العالم، بما فيها طائرة A350، أحدث طائرة في أسطول شركة إيرباص.
واستطاعت ستراتا منذ بداية الإنتاج أن تصبح شركةً رائدة في تصنيع مكونات هياكل الطائرات لأبرز مصنّعي الطائرات العالميين، بما فيها إيرباص وبوينج، من حيث تعزيز كفاءة استهلاك الوقود والحد من الانبعاثات الكربونية.
ومنذ توقيع العقد زوّدت ستراتا طائرات إيرباص بـ 1387 شحنة، بما في ذلك 400 شحنة لطائرات – A350 800 /900 /1000، و800 شحنة لطائرات A330 من شفرات الرفارف والأجنحة الخلفية والجنيحات، و187 شحنة لطائرات A380. وأصبحت شركة التصنيع الإماراتية حالياً المزوّد الوحيد لبرامج تجميع الجنيحات لبرنامج طائرات A330، حيث تقوم بتسليم شحنتين شهرياً. وتم تمديد الاتفاقية بين ستراتا وإيرباص في شهر سبتمبر 2021 حتى نهاية برنامج تجميع الجنيحات.
وتعليقاً على هذا الموضوع، قال إسماعيل علي عبدالله، الرئيس التنفيذي لشركة ستراتا: “بالرغم من تراجع قطاع الطيران خلال السنوات الماضية على سلّم الاستدامة، إلا أن القطاع أثبت مكانته عبر التاريخ بين أبرز القطاعات القائمة على الابتكار والتقنيات المتقدمة، من خلال التركيز على توفير رحلات سريعة وأقل تكلفةً وضرراً بالبيئة. وشهد القطاع تطوّراً ملحوظاً من حيث كفاءة استهلاك الوقود، فأصبح استهلاك الجيل المتطور من الطائرات، مثل A350، لا يتجاوز 3 ليترات لكل 100 مسافر-كيلومتر بمعدل وسطي. ويبيّن الاتحاد الدولي للنقل الجوي تراجع معدل احتراق الوقود لكل مسافر-كيلومتر إلى النصف منذ عام 1990”.
وإضافة إلى الدور الرئيسي لكفاءة استهلاك الوقود في تحقيق استدامة قطاع الطيران، يؤكد إسماعيل علي عبدالله أهمية تصنيع المكونات المركبة واعتماد تقنيات الثورة الصناعية الرابعة في عملية الإنتاج، لدعم تحقيق الحياد الكربوني في القطاع.
وتابع قائلاً: “يساهم استخدام المركبّات الكربونية في تصنيع مكونات هياكل الطائرات بتعزيز الأداء البيئي بشكل كبير من خلال زيادة كفاءة احتراق الوقود عبر تطوير بنية وتصميم هيكل الطائرات”.
ونجحت ستراتا في أغسطس 2020 بتسليم الشحنة رقم 100 من الرفارف الداخلية المجمعة لأجنحة طائرات إيرباص A350-900. حيث تم تصنيع أكثر من النصف (53%) من الرفارف الداخلية باستخدام المواد المركبة الخفيفة، لخفض استهلاك الوقود وتكاليف التشغيل وتحسين مستويات راحة المسافرين وتقليل الآثار البيئية. ووظّفت ستراتا عملية التصنيع الآلي بالكامل لصناعة الرفارف، من خلال الاعتماد على آلات الثني الحراري HDF وآلات التشغيل الآلي لوضع الأشرطة.
وأضاف إسماعيل: “نجحت ستراتا بالانتقال من تجميع الأجزاء المستوردة إلى تصنيع الرفارف الداخلية في منشآت الشركة، ويعكس ذلك نجاح استثمارنا في تطوير تقنيات جديدة”.
وتقوم آلات الثني الحراري HDF بتشكيل المكونات المصنوعة من ألياف الكربون، مما يعزز من سرعة عمليات الإنتاج وجودتها. ويعمل نظام التسخين بالأشعة تحت الحمراء على صقل أسطح ألياف الكربون بسرعة ودقة للحصول على منتج خالٍ من أي نتوءات.
وأما آلات وضع الأشرطة اللاصقة الآلية فتقوم بإضافة مواد تقوية أولية وأحادية الاتجاه على القاعدة المسطحة للرفارف، والتي يتم تحويلها فيما بعد إلى أداة لصنع القوالب بهدف إجراء مزيد من عمليات المعالجة. ويمكن لهذه الآلات استيعاب مكوّنات بأبعاد 2.5 متر × 10 أمتار، حيث تقوم بمعالجة تلقائية للمكونات الكبيرة، مما يلغي الحاجة إلى استخدام آلة قطع منفصلة بالموجات فوق الصوتية،و يقلل بشكل كبير زمن المعالجة.
وتابع الرئيس التنفيذي للشركة قائلاً: “من المتوقع أن يشهد قطاع الطيران، في الإمارات وسائر أنحاء العالم، توجّهاً نحو اعتماد التقنيات المتقدمة، مثل الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي والتشغيل الآلي والطباعة ثلاثية الأبعاد والحلول الروبوتية، لمواجهة التحديات في التكاليف التي فرضها تراجع أداء قطاع النقل الجوي متأثراً بتداعيات كوفيد-19. وأدركنا جميعاً تأثير هذه الابتكارات على مستقبل قطاع التصنيع، ولكن الاستثمار في تقنيات التشغيل الآلي والتصنيع الذكي كانت بطيئة، إلا أنها بدأت تتحرك بخطىً أسرع حالياً. ومن هذا المنطلق، برزت ريادة ستراتا في اعتمادها المبكر للتقنيات المتقدمة والتحوّلية التي توفرها الثورة الصناعية الرابعة. فعلى سبيل المثال، يركز قسم الأبحاث والتطوير في ستراتا على تطوير المشاريع مع الشركات الرائدة في مجال تصنيع معدات الطائرات الأصلية والشركاء في مجال التكنولوجيا. وتهدف ستراتا إلى تطبيق مشاريع البحث والتطوير المدعومة من قبل الجامعات”.
ويضم القسم مختبرين للأبحاث مجهزين بمعدات متطورة في مقر ستراتا بالعين وجامعة خليفة بأبوظبي، كما يشتمل البرنامج العام على 13 مشروعاً تغطي تقنيات التصنيع المضاف، وتقنيات الفحص المتقدمة، وتحسين آليات التصنيع، وتجميع أجزاء هياكل الطائرات المصنعة من المواد المركبة، بالإضافة إلى التجميع الآلي والذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات.
وقال السيد إسماعيل متابعاً: “نتوقع أن يشهد القطاع إقبالاً كبيراً على تقنيات الذكاء الاصطناعي في توفير بيانات وتحليلات حيوية، والتي تسهم بتقديم المعلومات اللازمة ودعم عمليات التصنيع في مواكبة تغيّر المتطلبات بالسرعة المطلوبة. ويمكن لهذه التقنيات تعزيز مرونة سلسلة التوريد من خلال إحداث تغييرات جذرية فيها”.
ويؤكد الرئيس التنفيذي أن تركيز ستراتا على تعزيز استراتيجيتها التكنولوجية وكفاءة موظفيها سيتيحان لها مواكبة انتعاش الطلب في القطاع بعد مرور أزمة كوفيد-19، حيث سيصبح استبدال أساطيل الطائرات خطوةً رئيسية في ظل تركيز القطاع على استخدام طائرات أكثر كفاءة في استهلاك الوقود.
واختتم الرئيس التنفيذي لشركة ستراتا حديثه قائلاً: “نعتمد في ستراتا على منظور عملي جداً عند التعامل مع الاضطرابات التي سببتها الأزمة، فنرى فيها فرصةً لإعادة النظر بواقع ومستقبل القطاع، وتحديد النقاط التي يمكن من خلالها تحسين الكفاءة الصناعية، وإعادة صياغة مجموعة منتجاتنا بما يلائم المستقبل. ولذا نطمح من خلال اعتماد التكنولوجيا المتقدمة إلى تعزيز كفاءة وفعالية الشركة، وتسريع وتيرة التسليم، وتخطّي أهداف الجودة والاستدامة المحددة”.